أكتب قبل مباراة مصر والبرازيل فى كأس القارات، وأنا على كامل الاستعداد لتقبل النتيجة أياً كانت، ولكنى لست على استعداد لتقبل عرض باهت للمنتخب الوطنى، لأن الفوارق الفنية كبيرة للغاية بين مصر والبرازيل.
ولكن فوارق الروح والإصرار قد تتفوق لدى منتخبنا الوطنى عن المنتخب البرازيلى، والأمثلة كثيرة، منها مباراة مصر وهولندا فى كأس العالم ٩٠ والتى انتهت بالتعادل ١/١ وتقديم عرض مصرى غير عادى، والأمر نفسه للمنتخب الكاميرونى، الذى نجح فى الفوز على أبطال العالم الأرجنتين ١/ صفر، رغم أن الكاميرون لعب بتسعة لاعبين أمام مارادونا ورفاقه، وهم الذين أكملوا البطولة بنجاح حتى المباراة النهائية ثم خسروا بضربة جزاء أمام ألمانيا، لذلك أذكر أنه مهما كانت الفوارق الفنية والتاريخية، إلا أن هناك عوامل كثيرة يمكن للجهاز الفنى واللاعبين أن يتمسكوا بها.
وبالتأكيد ستكون عوامل حاسمة ليس فى مباراة البرازيل، فهى لا تمثل لى أهمية كبرى مثل مباراة مصر ورواندا فى تصفيات كأس العالم، فهذه المباراة وبعدها مباراتا زامبيا والجزائر هى المباريات الأهم بالنسبة لى فى الأيام المقبلة، لأنها التى ستحسم مدى استمرارية المنتخب الوطنى فى سباق التأهل لكأس العالم من عدمه، وبصراحة شديدة، ودون خجل، أشعر بأننا قد فقدنا الكثير من صفاتنا الإرادية والتى جعلتنا نفوز ببطولتى أفريقيا ٢٠٠٦/٢٠٠٨ وحتى على المستوى الإدارى، لم يكن أبداً اتحاد الكرة بمثل هذا الانقسام، فالاتحاد أصبح معسكرين، وهو ما أثر بشدة على القرارات.
فبعضها تأخر والبعض الآخر لم يصدر أصلاً، وهناك بعض القرارات تم إلغاؤها بعد أخذها داخل مجلس الإدارة لعلى أتوقف كثيراً عند بعض التصريحات للسيد سمير زاهر، والتى يطالب فيها الإعلام بالكف عن انتقاد المنتخب الوطنى والوقوف خلفه بكل قوة، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك من أن هذا النقد يصيب المنتخب الوطنى إدارة ولاعبين بالإحباط الشديد!! وأنا هنا أعود بالذاكرة إلى الأيام السابقة والمساندة اللامحدودة للمنتخب الوطنى والدعم بكل أنواعه من كل وسائل الإعلام لاتحاد الكرة والمنتخب الوطنى، ويومها لم نسمع كلمة شكر للإعلام لأنه وقف وساند المنتخب لأنه أمر طبيعى وعادى أن يساند الجميع بكل قوة.
وأعتقد أيضاً أنه أمر طبيعى جداً أن ينتقد الإعلام ما يراه سلبياً داخل اتحاد الكرة والمنتخب الوطنى أما أن نسير فى اتجاه واحد دائماً وهو الإشادة فقط لا غير والبحث عن مبررات ورفض الرأى الآخر أياً كانت حدته وقوته، فهذا أمر غير مقبول، ففى عالم السياسة نفسها تجد المؤيد والمعارض ولا يسلم أحد سواء كان رئيس الدولة أو رئيس الحكومة أو أحد من المسؤولين، والكل يتقبل النقد بروح طيبة بل ويستفيدون منه لأنه من المستحيل أن تظل دائماً على صواب وغيرك دائماً على خطأ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق